لي تقدير خاص لأولئك الذين لا يلجأون الى احتساء الكحول او تناول المواد المخدّرة كالماريجوانا أو غيرها وذلك من اجل الحصول على لذّة مؤقتة او للإبتعاد عن واقع يعانون فيه من بعض المشاكل الإجتماعية او المالية او سواها!
هذا التقدير ناجم عن قدرة تلك الفئة القليلة من الناس على مواجهة ما تؤاسي منه بشجاعة دون الهروب الى عالم من الهذيان يبعدها لأوقات محدودة عن عالم حقيقي أليم لن يرحل وسيكون بانتظارها عند عودتها الى رشدها!
اما فيما يختص بالذين يتعاطون المواد المخدّرة والذين يفقدون بعضاً من قدرات حواسهم من جرّاء ذلك فهل تذوّق الملذّات لا يقلّ لديهم عمّا هو لدى الذين لا يخضع جسدهم تحت أي تأثير؟
وإذ أصبح تناول الكحول منذ أزمنة من آداب المائدة حيث يُغالي النادل المتخصص بتذوّق النبيذ بالتحدّث عن عبير الأطياب المنبعثة منه الّا أني أَجِد صعوبة في تصديق المغالاة في الزعم أن كلّ طبق نتناوله يجب تذوقه مع نوعٍ معيّن دون غيره من النبيذ!
وان كان البعض يدّعي انه يتناول الكحول من جانب “المسايرة” دون ان يؤثّر ذلك على وعيه فما الفائدة من استهلاك ما ليس له أي فعل؟ اما بالنسبة للذي يُفرط في الاستهلاك حتى يفقد صوابه فالسؤال يبقى ما فائدة التلذّذ إذا فقد الانسان جزءاً من يقينه وحواسه؟
وإذ اثبتت الدراسات العلمية خطورة تناول الكحول والمواد المخدّرة بالنسبة لصحّة الجسم الّا أني لا أفهم تسابق الأجيال الطالعة على إستهلاك هكذا مواد غير عابئين بما قد يصيب اجسامهم في وقت لاحق من حياتهم او بما سيتسببون به من ضرر على من كان حولهم وهم في حالة اللاوعي تحت تأثير تلك المواد!
من الاسهفاف بالعقول ان نُوساوى المشروبات الكحوليه مع تعاطى او تدخين الحشيش او المريغوانا. الاعتدال فى شرب الكحول مع الطعام مختلف تماما عن تدخين المريغوانا او الحشيش حيث الهدف الاساسى لتعاطى المريغوانا هو تسطيل الانسان .