كلمة في رحيل الدكتور عبدالله عبيد

       أخي وصديقي د. عبدالله

فوجئت مساء أمس، وأنا أقرأ الصحافة الخاصة بجاليتنا ، بخبر رحيلك عنن دنيانا، وانتَ من أعزّ الناس على قلبي! لم تمضِ أيام معدودة مذ اتصلتَ بي وانت تسأل عني وتستفسر عن صحّة أخي الموجود في الولايات المتحدة ! سررت جداً باتصالك إلّا انه لم يخطر على بالي أن ذاك الإتصال كان الأخير فيما بيننا!

عرفتكَ خلال أيام جائحة الكورونا بعد ان حصلتُ على رقم هاتفك عبر إحدى الشخصيات الجليويّة المهمّة! اتصلتُ بكَ وبدأتْ فيما بيننا علاقة صداقة لا مثيل لها! رغم ان الأيام لم تسمح لي بالاجتماع بك وجهاً لوجه، إلا أن الاتصال الهاتفي قرّب المسافات التي تفصلُ فيما بيننا!

استضفناك في” منتدانا” عبر” زوم” في أحد البرامج الذي قمنا بتنظيمه حول الشعر العربي وقد ألقيتَ قصيدة رائعة يذكرها الكثيرون ممّن حضروا اللقاء! آلمني أن أعرف أن الكثير مما قمتَ بكتابته تمّ إتلافه ولم يسلم إلّا القليل وانت الذي أمضى عمره وهو يكتب المقالات وينظم القصائد ! آمل ان يتمكّن أحدٌ من جمع ما سلمَ من عمليّة الاتلاف كي يبقى ذكرى للأجيال اليانعة!

أعرفُ أنكَ كنتَ تكره التواصل عبر الوسائل الحديثة وقد بقيتَ  مخلصاً للطراز القديم! إلّا ان ذلك لا يمنع من ان يتناقل البعض قسماً من نتاجك الأدبي!

كم أمضينا من الوقت ونحن نتسامر عبر الهاتف حول مواضيع شتّى، منها ما يتعلّق بالوطن الذي نشأنا فيه ومنها ما يتعلّق بالوطن الذي آلينا اليه!

كنت أفرح كثيراً بلقاآتي معك وكنت أستشيرك حول الكثير مما كنت أكتبه!

بالنيابة عن عائلتي وعن منتدانا وبالأصالة عن نفسي أتقدم بالعزاء النابع من الصميم من زوجتك ماريان ومن بناتك كارولين ونيكول وألما وعائلاتهنّ وجميع الأقارب والمحبّين وجميع من عرفوك وأحبّوك وسيبقى ذكرك الطيّب يتردد عبر الأجيال لان أمثالك قلّما نصادفهم في حياتنا!

والآن أتساءل: في حياتك لم أعرف إلّا صوتك، فهل من الممكن ان أتعرف عليك جثّة هامدة؟

بشير القزي

مونتريال ٢٣ تمّوز ٢٠٢٥

قياسي

أضف تعليق