كلمة في رحيل أديب كرم

سيدتي الكريمة إم حليم (حلوة كرم)

تأثّرت كثيراً بخبر وفاة زوجك أبو حليم (أديب كرم) وقد عاد بي شريط الذكريات إلى قرابة نصف قرنٍ من الزمن، مذ ربطت صداقة كبيرة بين أخي حميد وابنك حليم! أذكرُ ما حدث في تلك الأيام لمّا عزم الصديقان على السفر إلى الولايات المتحدة بقصد إكمال تعليمها الجامعي بعد بداية الأحداث الأليمة التي ألمّت بالربوع اللبنانية. أذكرُ ان أخي حميد أصرّ ألّا يسافر إلّا برفقة صديقه حليم ولم تُفلحْ “الوسايط” في حصول حليم على الڤيزا اللازمة في الوقت المناسب للسفر الى الولايات المتحدة! أصرّ أخي وقتئذٍ أن يرافقه حليم بأمتعته إلى المطار مراهناً على ان الڤيزا ستصدر في ذاك اليوم! وهكذا كان وصدرت الڤيزا وسافرا معاً!

وإذ يصدف اليوم ذكرى اقتراني رقم ٤٤ من زوجتي ميشا،  تذكّرت أيضاً  زيارتك برفقة زوجكِ أبو حليم والعائلة لتهنئتنا  وقد جلسنا في حديقة منزلنا في وادي الزينة. أذكر أيضاً أننا أخذنا صورة تذكارية في حديقة البيت الجنوبية، والتي تطل على البحر، وإذ كانت الشمس قد قاربت على المغيب، صدرت الصورة وهي تحمل اللون الأرجواني على وجوه كل من تواجد في تلك اللقطة!

شاءت الأيام ان نُرحّل من أرضنا، وقد قضينا زمناً طويلاً في الغربة، بعيداً عن الأرض التي أنجبتنا، ويكون من الفائزين الذي ينهي أيامه ويوارى الثرى في التراب الذي طمر أجداده!

إنّ زوجك أبو حليم يرحل وهو قرير العين بأن التي رافقته طوال العمر، وانجبت له خمسة شبّان وابنتين، قد فلحت في تنشئتهم على أفضل المثل والأخلاق إلى جانب أنها تمكنت من مساعدته في الحياة بعملها بالتعليم او في البنك!

بالنيابة عن زوجتي ميشا وابنتي دانة وعائلتها، وأخويّ صلاح وحميد وعائلتيهما، وعن أفراد موقع منتدانا الرسمي وبالأصالة عن نفسي أتقدم بالعزاء النابع من الصميم منكِ ومن ابنائكِ حليم وحازم وحسام وحاتم وحميد وابنتيكِ ميسا وماري وعائلات حليم وميسا وماري وكل الأقارب والأصدقاء.

نضرع إلى الله ان يرأف بضيفه الجديد وان يبعد كل مكروه عن الجميع!

بشير القزي

مونتريال ١٨ تموز ٢٠٢٥

قياسي

أضف تعليق