كلمة في رحيل بيار أحمرانيان

أخي وصديقي العزيز بيار،

آلمني جداً هذا الصباح خبرُ انتقالك إلى الدنيا الثانية، التي نحن آيِلون إليها مهما فعلنا ومهما أطال الله في أعمارنا.  فسُنّة الحياة تسري على الجميع مهما طال الزمن!

كنتَ دائماً، بالابتسامة التي تزيّن سحنتكَ، والعينين الواسعتين اللتين تنيران وجهك الصبوح، والصوت الجهوريّ الذي تتميّز به، مثال الهديّة التي أنعم بها ربّ العالمين على شعبه كي يصبرَ على مآسيه بعد ان شاء القدر ان يُبعد شعب لبنان عن الوطن الذي أحببناه وخِلْنا أننا لن نغترب عن أرجائه بوصفه مسقطَ الرأس وزادَ المعاد.

لم يعرفكَ شخصٌ إلّا تعلّقَ بك وتركتَ في صميمه حلاوةَ الأثر ، حلاوةَ إنسانٍ أحبّ جميع من كان حوله!

لا يمكنني ان أنسى أنكَ اتصلتَ بي هاتفياً لدى قراءتك مقالاً كتبتهُ تحت عنوان “ذكريات بيروتيّة” وأعلمتني انّكَ كنتَ جاراً لي وسط مدينة بيروت في منطقة “الخندق الغميق” ولا بدّ أننا سلكنا الازقّة والشوارع نفسها، وترددنا على المحال عينِها، لكننا لم نلتقِ إلّا في غُربةٍ امتدّتْ بنا الى ما وراء البحار!

 وها انت تغادر في العيد الوطني لتلك البلاد التي احتضَنَتْنا مهاجرين فاحتضنّاها مواطنين!

عندما قمتُ بتأسيس تجمّع “منتدانا” كنتَ لافتاً في الاجتماعات والنشاطات وقد شاركتَ في عدة ندوات أذكر منها ندوة عن الرحابنة وأخرى عن اللغة العربية مع الدكتورة هنادا طه!

لا يا صديقي بيار، لن ننساك وسيبقى ذكرك حاضراً في نفس كلِّ مَن  عرفك، إذ انك ستبقى الإنسان المميّز الذي قلما نجد مثيلاً له في عالم المصالح الطاغية.

فبالنيابة عن زوجتي ميشلين وعن “منتدانا” وبالأصالة عن نفسي أتقدم بالتعازي النابعة من الصميم الى زوجتك زكيّة وإلى فيليب وفريدريك وجان مارك وباتريك وعائلاتهم طالباً من الله أن يبقى ذِكرك أمثولةً فوّاحةً بالسيرة العَطِرة.

بشير القزي

الأول من تموز ٢٠٢٥

قياسي

أضف تعليق