في وداع الأستاذ إميل ديب

في رحيل الأستاذ إميل ديب

أخي وعزيزي الأستاذ إميل ديب،

خلال السنوات الأخيرة، داومتُ مساءَ كلِّ يوم على الاتصال بكَ، للاطمئنان عليك، خوفاً من أن تنزلق رجلكَ فتقع على الأرض ولا تجد من يُسعفكَ من بين الجيران المتواجدين في الحي!

إلّا ان الانزلاق الأخير كان أقوى من كلِّ ما تعرضتَ لهُ، فكان اللهُ في استلقائكَ، أنتَ الذي نذرتَ له حياتكَ، وقدّمتَ له صلواتكَ المُزيّنة بأفضل ما أبدعتَ من ألحانكَ!

كنتُ كُلّما كتبتُ نصاً في وداعِ أحد الأقارب أو المعارف، أقرأهُ على مسمعكَ، والآن، وانت الراحل، على من سأقرأُ كلماتي؟

انت من الرعيل الأخير لأناسٍ قلَّ وجودهم، وندرَ الوصول إلى أمثالهم، فقد أحبَّكَ كلُّ من عرفكَ واحترمكَ كلّ من تمكّن من التعرّف على أخلاقك ومزاياك!

إن البسمة التي زيّنت وجهكَ طوال حياتك ستبقى تشِعّ عبر الألحان التي قدّمتها عبر الإذاعة اللبنانية، والفنانين الذين غنوها، وفرق الكورال التي تردّدها في الصلوات!

بالنيابة عن زوجتي ميشا وابنتي دانه وعائلتها وعن تجمّع منتدانا الثقافي وبالأصالة عن نفسي، أتقدّم من ابنك الياس وابنتك لينا وعائلتيهما ومن أختك الراهبة جوزيف ومن افراد العائلة كافة بالتعازي النابعة من الصميم ونضرع إلى الله ان يبعد كلّ مكروه عن الجميع.

بشير القزّي

مونتريال ١١ حزيران ٢٠٢٤

قياسي

أضف تعليق