التقرير السنوي للسعادة الذي تصدره الأمم المتحدة

التقرير السنوي للسعادة الصادر عن الأمم المتحدة
“لبنان يا قطعة سما”
ورد في التقرير السنوي للسعادة والذي يصدر عن الأمم المتحدة ان لبنان يتذيّل الهرم ويكاد ينافسُ أفغانستان في احتلال لقب أتعس بلاد الدنيا…
إلّا ان الذين قاموا باستخراج هكذا استنتاجات يبدو أنهم بعيدون عن الواقع ولا يجِدون في معيارهم إلّا ما يقاس بالأموال أو الاكتفاء الذاتي! بيد ان الحقيقة قد تخالف ما يتراءى للمتفحّصين لهكذا أمور وقد تكمنُ في قضايا أخرى لا تقاس بمعيار وليس بمقدور أحد أن يلمسها !
قد نجد أناساً سعيدين بتعاستهم بينما نصدفُ آخرين تعساء مهما فلحوا!
السعادة الحقيقة هي حالة نفسيّة ميّزَ الله بها بعض خلقه وهي تُعشّش في دماغ المرء وتجعله ينعم بإحساس برضى لا يباعُ ولا يُشترى! كم رأينا من الفقراء سعيدين في حياتهم بينما لقينا أغنياء لا يُعجبهم العجب ولا الصيام في رجب!
ولديّ سؤالٌ لا أجدُ جواباً له: “أمِنَ الأفضل أن نسعدَ بالقليل الذي في حوزتنا أم أن نبقى نعيشُ في خوفٍ دائم وقلقٍ مستديم خوفاً من أن نفقدَ بعضاً من ثرواتنا؟”
عندما تصلني مقاطع مصوّرة لحفلات تجري إقامتها في لبنان أم صور مطاعم تكتظّ بالروّاد، وذلك على الرغم من انقطاع الكهرباء وشح المياه وانعدام التدفئة وقلّة الموارد وعدم إمكانية الأفراد من سحب أموالهم من المصارف… إلى ما هنالك من مصائب… أجدني عاجزاً عن الفهم!
ومن ناحية أخرى نرى معاناة الكثيرين من عدم توفر لقمة العيش لعيالهم وانقطاع الموارد وعدم القدرة على الحصول على الدواء، والتعرض لرفض دخولهم المستشفيات إلّا بعد تأمين المبالغ المطلوبة مسبقًا، ونجدُهم يقبعون في زاوية غرفهم ينتظرون معجزة تحلّ عليهم من شفيع يتضرعون له أو موتٍ لا مفر منه باتوا على عتبة بابه: أيهما يحلّ قبل غيره سيرضون به دون ان يتلفظوا بالباطل تجاه خالق لم يسعفهم وقت الحاجة على الرغم من صلواتهم وعبادتهم له!
إلّا ان ما يجمع بين اللبنانيين هو ذاك الأمل الذي لم يختفِ قطْ عن خيالهم! منذ أكثر من ستة آلاف سنة واللبناني لم يعشْ أكثر من ست سنوات متتالية من العيش الرغد واحترام العهد!
كل الأديان دخلت ديارنا وأمّت قرانا ومدننا وتوزّعت مرافئنا وقسّمت أقطارنا، إلّا أن أياّ منها لم يستحوذ على إجماعنا وتفرقنا شيعاً وطوائف وقطعاناً، وإن كان علَمُنا مزنّراً بحمرة الدم، إلّا ان ذاك اللون يمثّل الدماء التي نحرناها من دماء أهلنا أكثر من دماء الغزاة الذين تنافسنا على الحصول على رضاهم!
سياسيونا ينافسون رجال أدياننا، كلٌّ تذرعاً بالدفاع عن طائفته وبعض رجال أدياننا يجارون سياسيينا سوءاً وشراً، والشعب يميل الى تحميل الفوضى الى الحكام الذين يمسكون بزمام الأمور! إلّا أني أُشارط الجميع أن هؤلاء الحكام إن وُجدوا في بلدان أخرى لكانوا من أفضل المسؤولين خوفاً من شعب يحاسب!
عندما تكون جذور الشجرة قد ضربها السوس وهي تُغذّي الجذع فلا نأملنّ بالحصول على ثمارٍ سليمة وجيدة! نحن من نريد الإعوجاج في حكمنا والمسؤول الذي نختاره هو من يلبّي حاجاتنا عندما نطلب منه ذلك وليس من يُطبّق دولة القانون! نحن نحرّض المسؤولين على التعدي على القوانين ومخالفتها!
وفي النهاية السؤال: “ما الأفضل: ان تعيش بالأمل رغم فقرك أم تعيش غنيّاً في خوف دائم مما قد يحدث؟”
نحن شعب الأمل، ننتظره، وقد لن يأتِيَ أبداً، ونحن شعب سعيد على الدوام رغم أنف الأمم المتحدة وباحثيها!
“وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل”

قياسي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s