هل يحق للإعلام التطرّق لمواضيع تطالها المعتقدات الدينية؟ 

هل يحق للإعلام التطرّق لمواضيع تطالها المعتقدات الدينية؟

في نقاش يتناول ما حدث في لقاء على الهواء بين الإعلامية رابعة الزيّات مع الشيخ علي الحسين حول موضوع إقامة علاقات جنسيّة من دون زواج أو المساكنة من دون ارتباط شرعي بين شخصين، وجدتُ انه لا بدّ من أن أُبديَ برأيي المتواضع، متجاهلاً ان كثيرين لن يُعجبهم ما سأدلي به! ومع ان ذاك اللقاء بدا أقرب إلى ان يُسمّى بمشادة كلامية بين شخصين منه إلى نقاش حضاري، إلّا أنني سأحاول تناول الموضوع من عدة جوانب:

الإعلام:

  • هل الإعلام نزيه ؟
    • في المبدأ يسودُ الاعتقاد ان الإعلام ساميُّ الأهداف وهو فوق الشبهات وبمثابة الدافع المنزَّه الذي يسعى على الدوام الى تصويب أيّ اعوجاج اجتماعي او سياسي او ديني او أخلاقي اوغير ذلك!
    • في الواقع قلّما نجد فريقاً سياسياً او دينيّاً أو خلافه لا يوجد لديه قسْمٌ إعلاميّ كما قد لا نحظى بالتعرف على إعلامٍ ناجح خالٍ من ارتباطات ماديّة خارجية أو ميول سياسية أو دينية تؤثّر فيه!
    • كم من الأمثلة لدينا، في بلداننا العربية أم في الكثير من أنحاء العالم، كان الإعلام فيها الدافعَ الأقوى لانتفاضات شعوبها، إلّا ان ما نتج عنها في كثير من الأحيان أدّى إلى أوضاع أسوأ من التي كانت عليه تلك البلدان قبل تلك الثورات!
    • الإعلام يقاضي الكثيرين إلّا انه يتنصّل من النتائج! إذا نجح تأثيره فالفضل يعود إليه، أمّا في حالة الفشل فذلك يتحمّلُ نتائجهُ من مشى في رِكابه!
    • في البدء كان الخبرُ ينتقل بواسطة الإشاعة، ومن ثمّ أصبحت الصحافة المطبوعة تتداوله، وبعد ذلك ظهرت أجهزة الراديو والتلفزة إلى أن وصلت وسائل التواصل الاجتماعي التي طغت على كلّ الوسائل، وأضحى الخبر يصل إلى جيب كلّ من يستحوذ جهازاً خليوياً!

الدين المسيحي:

  • نظرة الى الوراء 
    • في البلدان التي كانت تتّبع المسيحيّة، كان الدين مصدر القوانين وكان الذي يحكم البلاد، ملكاً كان أم امبراطوراً، يعتبرُ نفسه ممثلاً لربّه على هذه البسيطة ويحكم بسيفه دون أن يجرؤ أحدٌ على مخالفة أوامره! ونجدُ الكثير من الإجراءات التعسّفية التي اتُّبعت لقمع أيّة فكرة تخالف المناهج الدينية المتعارف عليها!
  • فترة ما بعد نشوء الثورات وبداية الأنظمة الديموقراطية 
    • بدأت الأنظمة الجديدة وعلى رأسها الديمقراطيات تسنّ قوانين جديدة وتشريعات قد تختلف عمّا اعتادت على اتّباعه الأنظمة التيولوجيّة.
    • تمّ اعتماد الزواج المدني وانتفت الحاجة الى زواج كنسيّ في معظم البلدان التي كانت مسيحيّة بغالبيّة سكانها.

الدين الإسلامي 

  • نظرة إلى الماضي البعيد
    • الدين الإسلامي لدى نزوله أعطى المرأة حقوقًا لم تكن تعرفها في تلك الأزمنة.
    • إلّا ان المرأة، كانت ولا تزال، تحملُ وِزْرَ أية علاقة تجريها مع رجل لا يُعدّ محرَماً لها، وقد يُؤَدّي بها القصاص إلى حكمٍ بموتٍ همجيّ ومؤلم، كأن يتجمّع حولها القومُ ويرجمونها بالحجارة حتى تلفظ أنفاسها!
    • أما الرجل فكان قصاصه الموت عندما تثبتُ التهمة عليه!
  • نظرة إلى الماضي القريب
    • أصبحت هوّة كبيرة تفصل بين بلدان ما زالت تطبّق ذات الأحكام التي كان يجري تنفيذها في بداية المدّ الإسلامي، كقطع الرأس وبتر الأطراف او الرجم بالحجارة، وبين بلدان أخرى أنزلَت تشريعات أخفّ وطأة وإسوةً بالأحكام التي يتمّ إبرامها في بلدان العالم المختلفة!
    • من المفارقات ان بعض السُّلُطات أيام الخلافة العثمانية وغيرها تسامحت تجاه قيام دور البغاء وكانت تجبي الضرائب منها، بينما كانت تتشدّد تجاه أية علاقة غير مشرّعة بين شاب وفتاة!

تساؤلات:

  • هل يجوز ان يُحكمَ على من خطف قلبه الحب بعقاب يجاري ما يلقاه القاتل المجرم؟
  • إذا كان الزواج المدني بوجود المأذون والشاهدين وُجد لحماية المرأة في حالة الحمل، أمَا فحصُ الحامض النووي يجاري ويزيد على أية شهادة؟
  • هل من الواجب ملاحقة رجال الإعلام لمجرّد تطرّقهم لمواضيع متعارف عليها لدى بعض الأديان في الوقت الذي تتعارض به مع قوانين البلدان التي تقدّمت علينا في حضاراتها ؟
  • في الواقع ما زال شرف الرجل يتجلّى في نسوته، عند المسلمين او عند المسيحيين على السواء، وأعدادُ جرائم الشرف لا تُحصى ولا تُعدّ حيث يلجأ الرجل إلى ذبح ابنته او أخته او زوجته أحياناً لمجرد إنتشار إشاعة تطالها!

قياسي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s