مداخلات رداً على مقال إيجار الرحم

وصلني التعليق التالي من الأخ حسن:

صباح الخير ياصديقي بشير  .

أنا أرى أن هذا الموضوع شائك ومعقد  ، يختلط فيه الديني بالإنساني بالعاطفي  . ويأتي الإشكال من أن الأم المضيفة تمُد الجنين بالحياة من خلال تغذيته من دمها   أثناء تلك الشهور التي قضاها داخل رحمها . وهنا يختلط الأمر  . فمن هي الأم الحقيقية  ؟ هل هي صاحبة البويضة  أصل  الحياة ؟  .  أم هي التي أمدت تلك البيضة الملقَّحة بالحياة  من دمها  ؟ ..

أرى أن الوضع يشبه في بعض وجوهه الفرق بين الأم الوالدة والأم المرضعة . أو الفرق بين الأم التي خلَّفت والأم التي ربَّت …..

وكان جوابي كالتالي:

اسعد الله أوقاتك عزيزي وأخي حسن

اعتذر عن تأخري في الإجابة!

أشكر لك هذه المداخلة القيمة وسأحاول الإجابة عليها ، وإن كان كثيرون لن يعجبهم رأيي!

في صغري وقبل ان يبدأ والدي بإنشاء مزرعة الدواجن، كان لدينا “قن” دجاج بجوار البيت! من حين لآخر كنا نجد إحدى الدجاجات تحضن البيض الذي باضته لمدة تزيد على ثلاثة اسابيع! ما ان “يفقس ” البيض تخرج الصيصان الصغيرة الى الحياة. في هذه الحالة كانت الدجاجة هي الأم الحاضنة وكان الصيصان أبناءها!

بعد إنشاء المزرعة ، كنا نستورد الصيصان الذي فقًسوا تحت حاضنة اصطناعية. يبقى الصوص ابن الأم التي باضت البيضة إنما الحاضنة هي الماكينة!

في حالتنا نحن، الأم الحقيقية هي التي اعطت البيضة ، بينما التي حملت في أحشائها الطفل هي التي لعبت دور الماكينة ، والتي قد تتوفّر يوماً ما وتغني عن دور استئجار الرحم!

وللمقارنة هنا أسأل: إذا حضنت دجاجة بيضة صديقتها وفقست صوصًا ، ألا يكون الصوص الجديد ابن الدجاجة التي باضته ؟

كما وصلتني المداخلة التالية من د. غازي:

عزيزي بشير اسعد الله أوقاتك، 

مقال معبر لقد ألقيت الضوء على عدة أفكار بإسلوب سهل ممتنع ودقيق، على موضوع

معقد ومتشعب وخلافي

لتداخل عوامل عديدة فيه

من دينية شرعية و حقوقية قانونية واخلاقية طبية علمية 

وعاطفية إنسانية .

لاريب بأن الأثر النفسي سيكون كبيراً على الأطراف الثلاثة المعنية بالموضوع الأم البديلة 

والأم البيولوجية، والطفل  

الذي سيعاني طوال حياته من

اضطرابات نفسية واجتماعية 

جمة نتيجة انانية وحب التملك  لدى الأم البيولوجية، ومادية الأم البديلة، وعدم اخلاقية التقدم  العلمي في كثير من المجالات عامة والطب خاصة ( Medical Ethics )  ..!!

تحياتي

د.غازي

أمّا ردّي فكان كالتالي:

عزيزي الدكتور غازي

اشكر لك هذه المداخلة القيمة (على فكرة كل مداخلاتك قيمة ومهمة)!

الّا أنه استوقفتني عبارة (إن الأثر النفسي سيكون كبيراً على الأطراف الثلاثة…) واسمح لي بأن أخالفك الرأي بعض الشيء، وذلك بغض النظر عن رأيي الشخصي بالموضوع والذي لم أُعرب عنه صراحة ضمن النص الذي قمت بكتابته:

– فيما يختص بالأم الحاضنة: نحن نشأنا في زمن لم تكن فيه العناية الصحية على ما وصلت اليه اليوم! كانت الأمهات الحوامل تفقد بعضهن فلذة كبدها وهو ما زال طفلاً صغيراً أوعندما يكون ما برح في أحشائها… وعلى الرغم من معاناتها النفسية للفقدان، تتمكن بعد حين من ان تتغلب على معاناتها وتلتفت الى تربية بقية أولادها الأحياء وتلبية مطالبهم والاعتناء بهم.

– بالنسبة للأم البيولوجية: لا أظن انها ستعاني من أي أثر نفسي، بل على العكس ستفرح كثيراً بمولودها الجديد وتحس أنها تغلبت على ما لم تُسهّل لها الطبيعية الحصول عليه بسهولة كبقية النساء ، وسيملأ الولد الجديد حياتها ويعطيها مغزىً أكبر للعيش!

– فيما يختص بالطفل: لا شك أنه سيربو على الدلال لصغر العائلة وستكون له الآفاق مفتوحة للتحصيل العلمي ودخول الجامعات ، ذلك إذا رغب في ذلك ، ولن يعيش في ضائقة مالية كباقي الاولاد الذين وُلدوا من أصول نفس المرأة التي حملته في أحشائها. ولا أظن أنه قادر على تذكر تلك الأم التي سهلت مجيئه الى الدنيا!

أمّا السيدة رنا، وهي التي قامت بطرح الموضوع، فكان تعليقها كالتالي:

الأخ بشير شكراً لمداخلاتك وخاصة مقالك الذي كان له دور كبير في إثراء هذا الموضوع الذي أثار الكثير من الجدل على صفحات منتداكم الراقي. لإيماني بحرية الرأي واحترامه كان هدفي من طرحه هو تبادل الآراء والاستنارة بها ،لم أكن أطمح لتغيير آراء الأصدقاء لأني ومنذ بداية الأسبوع كنت أركز على الرأي الشخصي ! بالمناسبة أعجبتني مداخلتك الأخير ة وحاضنة الصيصان لأنها تدعم رأينا! واسمحوا لي جميعاً في نهاية هذا الأسبوع الشيّق أن أشكر الصديقين العزيزين فدوى وبشير على إدارة هذا المنتدى برقيّ ولباقة وحرفية، وأعتذر عما سببته لهما من مشاكل بهذا الموضوع الشائك. ودمتم…

قياسي

أضف تعليق