هل الحظ حقيقة أم خيال؟

هل الحظ هو واقع أم خيال؟

نشأنا وكبرنا ونحن لا نجد الجواب الشافي لهذا التساؤل! تارةً نؤمن بأن الحظ السعيد يرافق أناساً دون غيرهم وطوراً نخلص الى نكران وجوده ونعلن أن الوقائع التي تحصل ما هي إلا نتيجة مصادفة لا علاقة لها بأية معادلة!

عند التمنّي لولدها بمستقبل باهر، نجد كلّ أمٍّ تدعو لابنها: “الله يطعمك حظ مليح!” ومع أن غالب الأديان تعزو النجاح إلى بركةٍ ورضى من الله، إلّا أنه لم يثبت حتى الآن أن تأدية صلاةٍ معيّنة أو القيام بعملٍ خيري، يؤدّي أيّ منهما إلى نتيجة مرجوّة!

لذا، سأحاول في ما يلي أن أقسّم المعطيات:

  • جمال المعالم

خلافاً للمعضلات الرياضية التي نستخلص فيها الى حلٍّ واحدٍ صحيح ، نجد أن مسألة جمال معالم الإنسان تتعدّد بتنوّعها ومهما حاولنا وضع أطرٍ لها نجد نماذج مختلفة لا تعدّ ولا تُحصى! ففي ما يخص الوجه نتوقف عند شكل العينين، وطول الرموش، ورسم الحاجبين، وسحر النظرات التي تفوق بقوتها تأثير الكلام، وجمال الأنف، وروعة انسكاب الشفتين اللتين تفرجان عن ثغرٍ تزيّنه أسنان متناسقة بيضاء، إلى جانب تورّد الوجنتين ، ولون البشرة ونضارتها والشعر الأخّاذ… أضف إلى ذلك شكل الجسم وطوله وتناسق أعضائه وجمال نتوءاته…كلّها معطيات تأتي مع الولادة وهي تلعب دوراً في نجاح الإنسان في مضمار حياته العملية والاجتماعية!

  • الابتسامة

الابتسامة لها سحرها وقد ينجح حاملها بتبوّء مراكز أو الحصول على وظائف قد لا يصل إليها ذوو الوجوه العابسة! والوجه البشوش عطيّة تأتي مع الانسان مذ نعومة أظافره وهو يساعد على إشعاع البهجة على من حوله!

  • الذكاء

مع ان الذكاء هو من عطايا الخالق، إلّا أنه يجب تقسيمه الى أقسام:

  • الذكاء الصافي

وهو الذي يحمله الانسان مذ ولادته والذي يساعده على التفوق على غيره في عدة ميادين كالتحصيل العلمي والاكاديمي وحل المعضلات وغير ذلك. ونرى أصحاب هذا الذكاء ينجحون في العمل الذي يقومون فيه، وقد يكون رؤساؤهم أقل ذكاءً منهم!

  • الذكاء مع قوّة التركيز 

قوة التركيز تساعد كثيراً على النجاح عندما تصاحب الذكاء. وهي تلعب دور العدسة المكبّرة في مضاعفة قوة ذاك الذكاء في اتجاه معيّن. ولذا نجد أصحاب هذه الميّزة ينجحون في النطاق الذي يعملون فيه!

  • الذكاء الاحتيالي 

هذا هو الذكاء الذي ساعد بني آدم على أن يصبحوا ملوك هذه البسيطة ومن ثمّ بدأوا يتناحرون فتغلّب أشرّهم على أطْيبهم. وهذا النوع من الذكاء يأتي بعضٌ منه “بالجينات” المتوارثة بينما ينمو القسم الآخر بالتربية ولذا قلّما نجد مجتمعاً شرّيراً لا يُنبتُ أشراراً!

  • قوّة الكلمة والتعبير

الذين يحسنون فنّ الخطابة والكلام يستطيعون إحكام رأيهم ويتغلّبون على من دونهم مهارة وذلك بطلاقة لسانهم، ولذا نراهم ينجحون في ميادين متعددة كالسياسة والتجارة وغير ذلك. وهذه المهارة يكتسب معظمها الناشئ في البيئة التي يترعرع فيها.

  • القوة الجسديّة

كان للقوة الجسدية دور كبير في الماضي إلّا أنه ضعف مع انتشار الآليات والأسلحة الفتاكة. إلّا أنه يجب ألّا ننسى أن إصابة البعض بأمراض صحية قد يعود إلى “جينات” وُلد معها!

  • المثابرة

قد يتفوّق المرء في عملٍ ما ولفترة معيّنة إلّا أنه من دون مثابرة سيخفق في ما يقوم به وسيحلّ الفشل مكان النجاح!

  • التوقيت

يلعب التوقيت دوراً مهماً في نجاح او فشل أي عمل وقد يتسبب في النجاة أو القضاء على حياة شخص أو مجموعة ما إذا وجدوا في لحظة معيّنة في مكان ما!

  • اتخاذ القرار

كل شخص تمرّ أمامه خلال حياته فرصة أو أكثر للقيام بعمل ما. قراره بالقيام بذاك العمل قد يقوده الى النجاح او الفشل. وقد لا يتذكّر تلك المناسبة إلّا بعد حين!

  • الصدفة

قد تلعب الصدفة دوراً في نجاح بعض المراهنات إلّا ان ذلك يظلّ ضمن النسبيّات الضئيلة للنجاح.

خلاصة:

ما يُنسب الى الحظ يعزى الكثير منه الى العناصر التي تأتي مع الولادة بينما يعود البعض الآخر الى التنشئة، بينما أقلّه يرجع الى الصدفة، وقد تكون هناك أسباب أخرى أهملت ذكرها!

قياسي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s