إكرهوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم

إكرهوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم أنا…

لدى شعوبنا، لا تنفع الدعوة لأن نحبّ بعضنا بعضاً!  ندّعي أننا نتبع ديانات سماويّة بينما الحقيقة والواقع يدلّان على أن هذه الديانات منّا براء…

لا، ليس بمقدورنا أن نحب بعضنا بعضاً لأننا ربينا على الكراهية وهي متأصّلة في عروقنا منذ فتّحنا أعيننا على الدنيا…

نمونا على زرع النميمة ولم نتغاضَ عن الحث على البغيضة ونشرِ الشرّ بشتّى أشكاله!

لِمَ ندعو إلى الحب ونتظاهر به بينما نجد الكثيرين يتحيّنون الفرصة للغدر بجيرانهم وطعنهم في ظهورهم؟

إذا كانت الأديان السماوية تدعو إلى التوافق فلِمَ التناحر؟

وإذا كانت تعلّم التحابب فلِمَ التباغض؟

وإذا كانت تُبشّر بالعيش المشترك فلِمَ هذا التعادي؟

نحن أحقر شعبٍ وُجِد على أطيب أرض!

لا توجد لدينا جماعة إلّا ولها ارتباط خارجي تلجأ اليه وتشتكي له وتطلب نجدته ومساعدته!

لا خيرَ في أمةٍ يتربّص فيها المواطن بأخيه!

عندما مُقِتُّ من موطني توسّمت ان ينتفض جيراني لنجدتي إلّا ان أحداً لم يحرّك ساكناً وطِفْتُ العالم بحثاً عمّن يأويني!

كلٌّ تصرّفَ وكأن الأمر لا يعنيه!

وها هي الحكاية تتجدد بشكلٍ أو بآخر؛ ومن يطلبون الرحيل هم أكثر ممن يطلبون البقاء!

نتغنّى بإعمار بلدٍ لم نتوقّف يوماً عن هدم بنيانه!

أنا أحببتكم على مساوئكم وأنتم كرهتموني على حسناتي!

هذا جزاء من لا يكون ذئباً في بلادٍ كلّها ذئابٌ ونعاج!

وإذا كانت الدعوة الى المحبة تؤدّي الى كلّ هذا الخراب، فلِمَ لا تتكارهون في العلن علَّ الكراهية تكون أقل ضررًا من التظاهر بالحب بينما الضغينة تملأ القلوب!

قياسي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s