
ما قصة التعنيف الزوجي وهل من حلول لها؟
(فيما يلي سأتعرّض للمشاكل التي ترجع الى العنف الآتي من الرجل، أما فيما يختصّ بالمشاكل التي تكون فيها المرأة هي المعنِّفة فقد ينطبق بعض ما سأقوم بتقديمه)
التعنيف الزوجي
أما التعنيف الزوجيّ فهو قديم العهد وقد يرجع الى ولادة البشرية. ففي الماضي البعيد كان الشاب يترقّب الفتاة في تنقّلاتها حول المسكن الذي كانت تقطنه مع عائلتها وما ان يستفرد بها حتى ينقضّ عليها ويخطفها وقد يجرّها من شعرها حتى يصل بها الى مأواه حيث يفتعل بها تحت وطأة الضرب! ولم يكن بمقدورها الفرار نظراً لفارق القوّة الجسدية وكان يبقيها عنده حتى تحمل وتلد أبناءه وهكذا تصبح فردًا من العائلة! أما أهل الفتاة فكانوا يهبّون لإنقاذها خلال الساعات الأولى للخطف إلّا ان وتيرة النخوة لنجدتها تخف حين يوقنون ان الفتاة قد تمّ فضّ بكارتها، وكأن عذارتها هي أهمّ ميّزة لديها وكل ما خلا ذلك لا يساوي شيئاً!
ومع مرور الأزمان ورغم تقدّم البشرية، ما زال العنف موجوداً لدى الكثير من الأزواج! أما عن الأسباب التي تولّده فهي متعدّدة:
- تأثيرات تربوية
يتأثر الأولاد كثيراً بالمحيط الذي نشأوا فيه. فإذا كبر الولد وهو يشاهد والده يضرب أمه لتأديبها كلّما تراءى له أنها أخطأت في شأنٍ ما، وإذا رأى تعنيف المرأة أمر مستساغ في بيئته، فلا شكّ أنه عندما يتزوّج سيستسهل اللجوء الى ذاك الأسلوب كلما دعت الحاجة (حسب رأيه)! وقد يجد تحفيزاً وتشجيعًا من أمه أو أخته على استعمال العنف! ألا يذكر أحد منكم المثل القديم القائل: “المرأة كالسجّادة الأعجميّة، كل ما خبّطها، كل ما بتجوهر”؟
- أصول “جينيّة”
يولد بعض الأطفال ولديهم رغبة في اللجوء الى العنف للحصول على ما يرغبون به وانتزاع ما بيد أصدقائهم عن طريق القوّة. وقد نلاحظ ان هؤلاء الأفراد يتلذذون بإيذاء غيرهم من أترابهم!
- ضعف في التعبير عن الأفكار والدفاع عن الآراء
نظراً لتفوقهم بالقوّة الجسدية، يلجأ بعض الرجال الى استعمال العنف لإقرار ما يريدون عندما يكون موقف الزوجة مخالفاً لرغبتهم! فحسب ما تعلّمناه عبر التاريخ هو أن الحق دائماً مع القوي ولو أخطأ!
- الإدمان
أكان ذلك إدماناً على المشروبات الكحوليّة أو لعب الميسر أو المخدرات أو معاشرة بنات السوء، كل ذلك يؤدّي في الكثير من الأحيان الى مشاجرات عنيفة مع الزوجة التي تجد رجلها قد تخلّف عن المواظبة على عمله وواجباته العائلية وقصّر في تغطية مصاريف البيت!
- الزوجة النكديّة
بعض النساء نكديّات بامتياز بحيث أنهنّ لا يتوانين عن استقبال أزواجهنّ بالتذمّر والنق ولا ينفككنَ عن ذلك حتى يشتعل الجو بالشجار الذي يؤدّي الى العنف!
- تفسير خاطئ للأديان
في بعض البلدان بالغ البعض في تفسير أديانهم بحيث اعتبروا انه يحق للرجل ان يؤدّب زوجته بالضرب متى أراد! وطالما أن القانون لا يحاسب الرجل على فعلته فإننا نجد أن المرأة في الكثير من المجتمعات المتخلفة تعتبر أقل اعتباراً من الرجل الذي بإمكانه ان يضربها دون ان يحاسب!
هل من حلول لهذه المعضلة؟
لا أجد وسيلة ناجعة لوضع حدٍ لهذه المآسي التي تعاني منها المرأة في أغلب الأحيان! بعض البلدان سنّت قوانين لحماية المرأة، إلّا ان ذلك لم يساعدها على ردع الرجل عن إيذائها وتعنيفها! رغم التقدم الذي حدث، نجد أنه كثرت البيوت المعدّة للنساء المعنّفات، إلّا ان الإنفصال عن الزوج بقي الحلّ الأسلم في هكذا علاقات مدمّرة لشخصيّتها! قد ينفع في بعض الأحيان اللجوء الى أخصّائيين في علوم النفس، إلّا أن الحياة المسالمة لا تدوم طويلاً ويعود الشجار الى ما كان عليه قبل الجلسات مع الطبيب النفساني!