الحب في زمن الڤالنتاين

في زمن “الڤالانتين”، و هو عيد الحب، نجد مجمل الأزواج يحتفلون بهذا العيد وكأن الغرام يغمر حياتهم وما المناسبة الّا لإحياء ما ينعمون به طوال أيام السنة! أهذا حقيقة؟

بين من سيقرأ مقالي هذا سأجد الكثيرين ممّن سيمقتون ما كتبت لاعتقادهم ان مفهوم الحب هو ما تربّوا على اعتباره، وما نشأوا على  تحديده من خلال ما قرأوا من روايات وحضروا من أفلام!

الحب الذي تعرّفنا اليه من خلال أفلام فريد الأطرش وفاتن حمامة وسعاد حسني وعبد الحليم حافظ وغيرهم لا يوجد الّا في الأفلام والقصص! قد لا يكون له مكان في واقع الحياة!

تعريف الحب

هو تلك الجاذبية التي تشدّ انساناً نحو آخر. أما الفعل الخاص بالكلمة فهو “أحب” وهو أحادي الاتجاه فنقول مثلاً “أحبَّ فلانٌ فلانة”، وهذا لا يعني بالتأكيد ان الحب متبادل بين الطرفين مع ان أمنية كل من يقع في شراك الحب ان يبادله محبوبه نفس المشاعر!

الحب شعور يختلف عن الرغبة الجنسية وقد لا يكون له تفسير واضح الا انه متى تملّك بالشخص يجعله ضعيفاً أمام محبوبه فلا يرى فيه الّا محاسنه ويغض النظر عن عيوبه،  وقد يتقبّل منه إساءة قد لا يقبلها من أي إنسان آخر!

مسكين كلّ من وقع في شراك الحب والمسكين الأكبر هو من لم يعرفه!

 نشأت في زمن كان فيه الحب ينمو بمجرّد تشابك نظرات من شبّاك الى شرفة أو غير ذلك بدون أي اتصال بين الشخصين!

والحب يبقى مشتعلًا طالما لم يقرب المغروم محبوبه ولم يقترن به ويعش معه لمدة طويلة! ما ان يتزوج المرء من الشخص الذي وقع في غرامه حتى نجده يبدأ بملاحظة أشياء لم ينتبه لها من قبل وقد يؤثّر ذلك سلبًا على عواطفه!

إذن الحب قصير الأمد في معظم الأحيان!

المحبّة

بينما الحب يخفّ مع الوقت نجد ان المحبّة تنمو مع الزمن! تبدأ من لا شيء وتكبر عندما يكتشف الانسان اهتماماً ورعاية من شخصٍ ما. المحبّة هي الشعور الذي يكنّه المرء تجاه أمه ووالده  وأفراد عائلته وأصدقائه… وزوجه! متى لاحظ الزوج اهتمام قرينه به وبشعوره ومتطلباته نجد ان شعور المحبّة يترعرع عنده!

خلاصة

ارتباط الزواج بين شخصين هو كممارسة رقصة اجتماعية (كالتانغو أو التشا تشا تشا أو غيرهما) بين شريكين! حتى تنجح الرقصة يتوجّب على الراقصين ان يتعلّما “كوريوغرافية” معينة يلتزمان بها خلال الرقص. فإذا تقدّم الرجل برجله اليمنى فعلى المرأة ان تُرجع رجلها اليسرى وهكذا دواليك بجميع الخطوات والحركات! أما إذا مارسا الرقص بدون هكذا “كوريوغرفي” فستتضارب خطواتهما وسيدعس الواحد على رجل الآخر وقد يؤلمه! وهكذا تفشل الرقصة وبالمقارنة يفشل الزواج!                              

قياسي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s