
ما الأفضل: المدارس المختلطة أم المدارس ذات الجنس الواحد؟
تطوّر عيشة الانسان عبر التاريخ
قبل التطرّق الى صلب الموضوع علينا ان نرجع الى الماضي البعيد لنرى كيف كان يعيش الانسان في البدء!
كانت الخليّة المؤلّفة من ذكر وأنثى لا تقوى على العيش بمفردها بل كانت وحدة لا تتجزّأ من العشيرة أو القبيلة التي تأويها! كان الرجال يذهبون في الصباح الى الصيد أو العمل بشكل جماعات ولا يعودون إلى المسكن إلا في نهاية النهار وهم يحملون صيدهم وغنائمهم بينما كانت النساء مع أطفالهن يلازمن محيط المأوى ويمضين النهار بإعداد الطعام والتنظيف وجلب الحطب والماء. أما الذكور من الأبناء فكانوا يلازمون العيش مع أمهاتهم حتى سن الرشد وهو العمر الذي ينضج فيه الذكر ويصبح وجوده يشكّل خطر ملاحقة البنات والاعتداء الجنسي عليهنّ. حينئذٍ يقوم أولياء الأمر بإلحاق الصبيّ بمجتمع الرجال ومذ ذاك الوقت يُعتبر رجلاً!
مع مرور الأزمان بدأ التعليم وكان يُلقّن في البداية للصبيان فقط لقلّة المكانة التي كانت تأخذها المرأة في المجتمع! ومرت عصور حتى بدأ تعليم الإناث وكان ذلك يتم ضمن صفوف خاصّة بهنّ وبعد ذلك في مدارس خاصة بالبنات!
وما انتشر التعليم المختلط الّا من عقود معدودة!
نجد فوائد ومساوئ عند كلٍّ من المدارس المختلطة أوالمدارس ذات الجنس الواحد:
فوائد المدارس المختلطة
- استعمال نموذج واحد للتدريس يستفيد منه الجنسان.
- يتعوّد التلاميذ على التعامل مع الذين هم من عمرهم وليسوا من جنسهم!
- لا يوجد تمييز بين الجنسين الا من خلال النتائج!
مساوئ المدارس المختلطة
- على مقاعد متلاصقة ولمجمل ساعات النهار تجمع جنسين لا يتقاربان في الحياة الاجتماعية بنفس المقدار من الوقت خلال النهار!
- في الوقت الذي تتفاعل وتنمو فيه هرمونات التلميذ تضعه المدرسة على مقربة مما يثير رغبته، وتقول له: “إلزم حدودك” وكأنك توكل القط بالجبنة!
- بدل التسابق من اجل التحصيل العلمي نجد مباريات بين التلاميذ من نوع آخر: صاحب المعالم الجميلة بين الذكور يود إغراء الجميلات وأكبر عدد من الفتيات بينما تتغاوى البنات في إبراز محاسنهنّ لإغواء الأفضل من الشبان مما يجعل آلكثيرين يفقدون التركيز على التعلّم!
- يشعر التلميذ (أو التلميذة) الأقل حسناً وجمالًا بأنه من درجة ثانية!
فوائد المدارس ذات الصنف الواحد
- الهم الأول هو تحصيل العلم!
- التقدير يكون لمن يواظب على متابعة دروسه ويسعى لأن يتفوق على غيره!
- النشاطات الرياضية تتناسب مع أبناء الجنس الواحد!
مساوئ المدارس ذات الصنف الواحد
- يبقى التلميذ على مسافة معينة حين يتعاطى مع الجنس الآخر خارج المدرسة وكأنه يكتشف كائناً جديداً!
- استعمال الكلام البذيء بكثرة في المدرسة بين الطلاب!
ملاحظة
في الحياة العادية نجد الكثير من الشبان والشابات يصاحبون غيرهم من نفس جنسهم ويواظبون على الالتقاء بضع مرات في الأسبوع حول فنجان قهوة أو كأس مشروب أو وجبة أكل أو برنامج رياضي أو غير ذلك، بينما قد لا نجد شاباً وفتاة يتصاحبان بنفس الطريقة ويواظبان على الالتقاء دون ان تكون لأي منهما رغبة جنسيّة تجاه الآخر! أما لذلك من معنى؟
حاولتُ خلال هذه المقالة طرح مساوئ وفوائد كلتي الطريقتين، وعلى القارئ استخلاص النتيجة التي ترضي تفكيره!