
قد لا يمرّ يوم واحد دون ان نقرأ فيه مقالاً في الصحف المحلّيّة أو نشاهد تحقيقاً متلفزًا عن الموت الرحيم! ولا أفهم لماذا يستقطب هذا الموضوع اهتمام المجتمع الكندي ووسائل إعلامه لدرجة جعلته في المرتبة الأولى من سلّم الأولويات وذلك على الرغم من ضآلة عدد الذين يطالهم القانون المقترح إقراره وعلى الرغم من كثرة المشاكل الأخرى التي يتخبّط بها مجتمعنا والتي تتوزّع بين الطبابة والتعليم والاقتصاد والمسكن والعمل والطرقات والنقل العام وغير ذلك!
إن فقدان أي منا قريباً أو صديقاً لهو من آلم ما نصاب به في حياتنا! وقد ربيت على تقديم العزاء والمواساة لكل فرد ممن افتقدوا عزيزاً بترديد عبارة: “العوض بسلامتك”. وإني وإذ كنت لا أحبّذ هكذا تمنّي وكأنه يريد القول: ” الحمدلله على سلامتك! طلعت برأس غيرك هذه المرة”! كنت أفضل ما يقال عند أحد المذاهب: “تعيش طالما الحياة تليق بك”!
سنّة الحياة صعبٌ فهمها! فلا يطلّنّ مولود على دنياه الّا باكياً ولا يغادرنّها إنسان الّا ببكاء أعظم! قبل خروج المولود الى الحياة نجد أفراد العائلة توّاقين لخروجه من رحم أمّه التي تعاني الأمرّين وتتحمّل آلاماً لا توصف! بينما عندما تقترب ساعة الانسان من نهايتها وبعد المعاناة الصعبة نراه لا يحتمل المزيد من مرّ الحياة كما نجد أهله ينتظرون ساعة إسلامه الروح رغم تعلّقهم به وحبّهم له!
أما نحلّل إطلاق رصاصة الرحمة على الحصان الأصيل عندما يخرّ على الأرض في سباقه بسبب علة أصابته وذلك حتى لا يتحمّل المزيد من الألم؟ إذن، لمَ لا نسمح للمرء بأن يضع حدّا لآلام لا ولن تنتهي، وما العلاج الطبي إلا لإطالة زمن المعاناة بعد ان حكم الاخصّائيّون باستحالة الشفاء؟
كيف تحلّل القوانين والأديان قتل النفوس البريئة بالحروب والغزوات وإعدام الخونة والمجرمين ولا تسمح لمريض ثبت ان لا أمل بشفائه، وحياته كلها آلام ومعاناة من ان يخلص من عذاب لا يمكن تحمّل المزيد منه؟
Ouff très bien exprimé. Merci
Merci pour votre commentaire
J’ai bien aime l’explication et la la comprehension