أرجو ممّن يقرأ كلماتي أن يتريّث وألّا يتّهمني بالهرطقة ويرجمني بالحجارة قبل أن ينتهي من مطالعة بقية المقال!
نعيش في عصرٍ يُعدّ فيه كافراً كلُّ من تجرّأ أن يكون له رأيٌ مخالفٌ لتلك المجموعات التي تملأ شوارع العالم وساحاته بمظاهراتها والتي تكرّس مطالبها البيئيّة كدين جديد وتريد ان تقلب المقاييس مؤمنةً ان نهاية العالم قد قربت ما لم نتصرّف الآن…
مع احترامي وتقديري للأهداف السامية التي يضعها المطالبون نصب عيونهم إلّا أني أقسم الموضوع الى قسمين: الأول هو التلوّث البيئي بينما الثاني هو الإحتباس الحراري.
قبل الخوض في صلب الموضوع يجب التنويه بان المطالبين يعتمدون على تقارير أصدرها خبراء في الميدان. إلّا ان السؤال يبقى: من هو الخبير وهل يمكننا الأخذ بصورة مطلقة بآرائه؟
حسب المعجم تعريف الخبير هو التالي : اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : العالم بكُنْه الشّيء ، المطّلع على حقيقته ، الذي لا تخفى عليه خافية
تجاربنا السابقة اثبتت انه لا يمكننا الاعتماد على آراء الخبراء وكأمثلة على ذلك:
o ملايين المستثمرين فقدوا أموالهم باعتمادهم على الخبراء الماليين
o خبراء الطقس يخطئون كثيراً في توقعاتهم
o أما في التوقعات السياسية فحدّث ولا حرج…
o حتى في الطب وهو أرقى أنواع العلم نجد ان التشخيصات تغيرت وتغيّر مفهومها حسب الأزمنة!
وفي عودة الى موضوعنا الرئيسي…
التلوّث البيئي:
التلوّث البيئي يقسم الى قسمين:
o القسم الذي تتسبب به الطبيعة نفسها كالزلازل والبراكين وحرائق الغابات والفيضانات والأعاصير والجفاف …
o الأقسام التي يتسبب بها الإنسان بسبب معيشته ومعالم التمدّن الحديثة واذكر منها:
o النفايات
o المجاري الصحية
o التدفئة والطهي بواسطة المواد التي تُفرز لدى اشتعالها مواد تلوّث الهواء.
o التدخين وهو الذي يدخل التلوّث فوراً الى الرئات.
o استعمال وسائل التنقل والنقل التي تعتمد على السيارات والشاحنات وغيرها. وهنا يجب التنويه ان السيارة التي يصب المطالبون غضبهم عليها هي أقل الآلات تلويثاً اذ ان إشعال مدفأة بالحطب لليلة واحدة يوازي التلوّث الذي يحدثه استعمال السيارة لمدة عام كامل كما ان احتراق احدى الغابات في غرب البلاد قد يوازي من ناحية التلوّث استعمال مليار سيارة على مدى اكثر من ٣٥ سنةً.
o يبدو ان السيارة الكهربائية والتي ينشد المطالبون ميزاتها لا تقل ضرراً بالبيئة عن السيارة العادية وذلك بسبب طرق استخراج المواد الخاصة ببطارياتها!
o تربية الماشية التي تصدر ١٤،٥٠% من الغازات المتسببة بالاحتباس الحراري.(وذلك حسب العلماء)
الاحتباس الحراري
اطلب السماح بان اعرض الوقائع التالية:
o الأرض في الأساس كانت كتلة مشتعلة. وعندما ننظر ليلاً الى السماء نرى نجوماً مضيئة يبدو ان اشتعالها انطفأ منذ آلاف السنين إلّا ان ذاك الانطفاء لن يصل إلينا إلا بعد آلاف سنين مقبلة. إذن الاتجاه الكوني هو نحو البرودة وليس نحو الاشتعال من جديد!
o الأرض تسبح في عالم حرارته ٢٧٠ درجة مئوية تحت الصفر. إذن لولا حرارة الشمس لكان الوضع المعيشي اصعب بكثير، ولماتت الكائنات على الأرض.
o برأيي ان الكرة الأرضية كائن بحدّ ذاته وله تقلباته ومواسمه وطباعه وهو أكبر من ان يستطيع الانسان ان يتحكّم به ويغيّر مجرى حياته!
o سطح الكرة الأرضية واسع جداً وإذا وزّعنا بني الانسان الموجودين حالياً عليه بشكل متوازٍ لوجدنا ان لكل فردٍ مساحة خاصة به توازي ٧٣،٠٠٠ متر مربع. إذن مجرد التفكير ان بإمكان أي كائنٍ ان يدفّئ هكذا مساحة مع أجوائها وأعماقها لهو أمر مستحيل!
خلاصة
• علينا ان نهتم بكل الأمور التي تمنع التلوّث حتى نعيش مع أبنائنا في جوّ صحّي
• قبل التركيز على الأمور البعيدة المدى علينا ان نسعى لحل المشاكل التي نعانيها في الوقت الحاضر.
• الشاحنات التي تجوب شوارعنا تستهلك من الوقود أضعاف واضعاف ما تستهلكه السيارات.
• سياسات دول شمال أمريكا اعتمدت على الإكثار من النقل بالشاحنات بدل التركيز على السكك الحديدية كما في بلاد أوروبا.
• الاعتماد على الدراجات الهوائية بدل السيارات امر لن يفيد البيئة اذ انه اشبه بمن يود افراغ البحر بواسطة ملعقة!
• كثير من المواطنين يعتاشون بواسطة سياراتهم لزيارة الزبائن ونقل النمازج! الحد من حركتهم سيقضي حتماً على أرزاقهم!
• الإكثار من الباصات لا يعني حتما الإقلال من استهلاك الوقود في كل الأوقات ! عندما يكون الباص فارغًا من الركاب فإنه يستهلك بدون نتيجة!
• يجب التركيز على تطوير وتوسيع شبكة المترو بحيث تصبح موازية لما نجده في العواصم الأوروبية !