“وللناس فيما يعشقون مذاهب”
عندما يجمع الزواج بين شخصين نجد أنهما قد تحابّا على ما وجد كلّ منهما في مثيله من مؤهّلات تجذبه اليه وتجعله يربط مصيره به، فيسعيان معاً الى انشاء حياة تختلف عمّا سبق!
وإن كان ما يشدّ الآخر اليه قد يختلف عمّا يشعره هو تجاهه، إِلَّا ان لُحمة الزيجة تجعله يمضي مع شريكه في تحقيق الرؤية المستقبلية التي يتطلّع اليها وكلّه يقين ان النظرة متبادلة!
إِلَّا انه لكلٍّ سلّمُ اولويّاته فيما يتعلّق بتلك العلاقة وقد يختلف الترتيب بين الطرفين ويُفاجأ المتزوّج بأن شريكه يغايره في تسلسل جدول أهميّاته! واما الطبيعة فقد تلعب هي أيضاً دوراً مهماً في ذلك!
في الماضي كان الحصول على ذُرّية، الهدف الأوّل لدى المتزوجين. وقبل تقدم الطب كانت مسؤوليّة عدم الإنجاب تقع على المرأة وحدها.
أما في أيامنا هذه فنجد ان جدول الأهميات قد يتغيّر بين انسان وآخر وبالأخص بعد أن أُعطيت اللّذّة في ممارسة الجنس مكانة لم تُعرف من قبل وكثرت في نفس الوقت وسائل تجنّب الحمل وعمليات الإجهاض مما دفع بتأخير سني بداية الإنجاب الى أعمار اكبر بكثير من التي كان متعارف عليها.
اما الطلاق بسبب العقم فهذا ما كان يجري في السابق بينما نجده اليوم يستعمل كحجّة لتبرير الإقدام عليه. وفيما نجد أناساً يطلّقون بسبب العقم، نجد أزواجاً آخرين ينفصلون لان احدههما لا يريد ذُريّة!
اما فيما يختص بالتقدم العلمي فنجد ان الطب الحديث فتح ابواباً جديدة لمن يعاني من العقم، والكثير من العائلات تمكنت من الإنجاب بفضل ذاك التقدم! إنما المعضلة الكبيرة المتبقية هي الكلفة الباهظة لهكذا معالجة!
وإذا فشلت كل الطرق فلا غبار على من يتبنى طفلاً وكالقول الشائع: “الأم ليست من أنجبت، بل تلك التي ربّت.” وما ذنب الأطفال الذين حرمتهم الحياة من أهلهم لسبب أو لآخر؟ أليس أحرى بهم ان يعيشوا في كنف والدين حرما من الأولاد في الوقت الذي حرمتهم الحياة كأطفال ممن أنجبهم؟