أزواج بين الخيانة والغفران

IMG_3305

الخيانة بين الزّوجين تختلف عن غيرها من انواع الخيانات كتلك التي تتعلّق بالدِّين او الوطن او التحزُّب السياسي اوغيرها…

وَإِنِّي وإذ أتحدَّث عن المرء بلغة الذكور إِلَّا ان الأمر قد يتطابق مع الإناث ايضاً في غالب الأحيان.

عندما يتزوّج الشاب من فتاة نجده يتوخّى منها من أجل حياته المستقبليّة ان تكون على نفس الصورة والإنطباع اللذين زرعهما عنها في خياله ويتمنى ايضاً ان تتمكّن من ان تغيّر بعض ما فيها من طِباع لا تتماشى مع مبادئه، كما ان تسعى لتُجيد ما ينقصها من مهارات تتطلّبها حياته معها. امّا فيما يختص بالشوائب التي لديه، فهو كلّه أمل بان يتغلَّب عليها مع الزمن!

أما الواقع الحياتي فيختلف عن الأمنيات وكما يردِّد المثل العاميّ: “حساب الحقل مش على حساب البيدر!” وبما ان “الطبع يغلب التطبّع ” لذا نجد ان إخفاء المشاعر الحقيقيّة لا يدوم طويلاً قبل ان يذوب الثلج وتسقط الأقنعة ويبدو كلٌّ على حقيقته!

قد يلعب المفهوم الحديث للزواج دوراً مهماً قي الإضرار بالحياة الزوجية! حتى ان القسَم الذي يردّده العروسان أثناء إقامة المراسيم والذي أصبح دليلاً أعلى في تقييم أي زواج، بات صعب المنال والتنفيذ ولا ينجح فيه الّا القلائل حتى ولو جهدوا!

في الماضي كان الرجل لا ينزوي مع زوجته الا قليلاً من الوقت وذلك لمتابعة سريعة لأمور البيت والعائلة وتناول الطعام وممارسة الجنس. اما بقية أوقاته فكان يمضيها في العمل او مع أصحابه في المقاهي او الحانات او غيرها من الأماكن. وكان توّاقاً للعودة الى منزله لملاقاة زوجته. وكانت المرأة الطليقة اللسان تعرف أكثر من غيرها كيف تستهوي زوجها وتحظى برضاه بينما التي كانت تستقبله بالشكوى وترداد سيئات نهارها فكانت تجعل رجلها يتمنى لو انه لم يعد الى منزله!

أما المفهوم الحديث للزواج الذي يوجب على الزوجين ان يمضيا كلّ وقت ممكن معاً فهذا لا يتطابق مع تكوين كلّ منهما. فلكلٍ شخصيته التي تختلف عن تلك التي لشريكه ولا يتجاذبان الّا في القليل من الأمور. فالتي تغوي الرجل بشكلها قد لا تستهويه بحديثها او ثقافتها او ذوقها. والتي يجد الرجل نفسه قد وقع في غرامها قد لا يجد معها اللذة الجنسيّة التي كان يتوخى الحصول عليها، بينما قد يجد اكثر منها لدى امرأة أقل جمالاً ولا تربطه بها اية علاقة غرامية!
لذا نجد ان مسألة الخيانة واردة على أكثر من نطاق. فالذي يخون زوجته بجسده قد لا يريد الطلاق منها وقد يكون ما زال تحت تأثير غرامها.

المهم ان الخيانة في أيامنا هذه على انواع وكل فرد على هواه وهو يبحث عمّا يفتقده في حياته. والصعوبة في الموضوع ان الإنسان الذي تمّت خيانته قد لا يستطيع ان يغيّر في نفسه وفِي تصرّفه ما يُعوّض عما أفقد منه شريكه.

اما إذا تعدّدت الخيانات فلا مجال للمسامحة وبالأخص اذا فُقدت بنية الاسرة. في تلك الحالة الطلاق يفرض نفسه لان المصالحة غير واردة وأسباب الانفصال اكثر من أسباب البقاء على وضع غير سليم.

وبالنهاية، وحتى بالنسبة للأولاد، نجد ان طلاقاً ناجحاً افضل من مئة زواج فاشل. اما فيما يردّده رجال الدين في عظاتهم فكثير منهم بعيد عن تطبيقه على نفسه!

قياسي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s