عقد القران: هل هو بداية للسعادة أم نهاية لمرحلة سعيدة؟
كل امرئٍ يتزوّج يمر بمرحلتين: فترة ما قبل الزواج وفترة ما بعد الزواج. وإن اختلفت النتائج باختلاف الازواج إِلَّا اني سأحاول ان اتطرّق لهذا الموضوع الشائك والذي لا يمكن لأحد ان يتكهّن بنتائجه.
مرحلة ما قبل الزواج
هذه المرحلة تختلف علاقتها بين مجتمع وآخر وقد تشمل فترة تعارف تنتهي بطلب الشاب يد الفتاة، منها او من ذويها، وتتكلّل بعد الموافقة بما يسمى بالخطبة وهي المرحلة التي يؤكّد فيها الخاطبان أنهما في طريقهما الى الزواج. ورغم الاختلاف الذي تكمن فيه هذه العلاقة بين تقاليد واُخرى فإن طرفي الارتباط قد يعيشان مواقف تشنّج بعلاقتهما تكاد تجعلهما يترددان في إكمال الطريق. ومن المصاعب التي تعتري هكذا علاقة محاولة التقارب بين افراد العائلتين وعادات وتقاليد كل عائلة والتوقعات التي ينتظرها كل فرد من الآخر وطريقة التعامل بين الخطيبين. إِلَّا انه في الإجمال نجد ان الخطيب والمخطوبة يعيشان فترة زمنيّة مليئة بالامل بحياة أفضل تجعل غيمة من السعادة تغمر جوّ كلٍّ منهما! وفِي المجتمع الحديث قد نجد مرحلة مساكنة بين الشاب والفتاة تجعلهما يظنّان ان النجاح سيكلّل حتماً زواجهما المرتقب.
مرحلة ما بعد الزواج
وهنا من الواجب التمييز بين ما كان يحدث في السابق وما يحدث في عالمنا الحديث!
o ما بعد الزواج في الماضي
في الماضي كان عالم الذكور مختلفاً عن عالم الإناث: بالمدراس، والألعاب الرياضية، وفي النشاطات الإجتماعية، وفي ميدان العمل وحتى في ممارسة الاديان. وكان الشاب متى تزوّج لا يرى من زوجته او من النساء خلال النهار الا القليل من الوقت اذ كان يقصد عمله في الصباح حيث لا يحتكّ الا بأفراد من جنسه فما ان يأوي في المساء الى منزله حتى يذهب للقاء أصحابه في المقاهي او الحانات ولا يعود الّا ليأوي الى فراشه وقد لا تتسنى له مجامعة زوجته الا لدقائق معدودة. لذا كان الاحتكاك لمدة طويلة معدوماً بين الزوجين ولا أسباب للمناكفة الا لفترات قليلة. ومن جانب آخر كان مجتمع النساء انثوياً بامتياز.
o ما بعد الزواج في عالم اليوم
اما في عالم اليوم فأصبحت المدارس مختلطة وأصبح ميدان العمل مختلطاً وتغيّرت مفاهيم الحياة. فبالوقت الذي اضحى فيه الرجل اكثر احتكاكاً بعالم النساء تكاثرت الفرص أمامه (وكذلك امام المرأة) للتمييز بين العلاقة التي وقع اختياره عليها وبين ما يتم عرضه عليه في عالم يظنّ ان أخضره اكثر اخضراراً عند غيره. وإذ انه بعد عصورٍ من الاحتكاك الضئيل بين الجنسين أضحى من الواجب ان يمسك بيدها ويصحبها للتسوق ويعزف عن تمضية الوقت مع أصدقائه مما ادخل الملل الى قلوب المتزوجين وأصبحوا يفتشون عن طريقة لقتل الرتابة التي يعيشون فيه. وهكذا كثرت حوادث الطلاق والكل يفتّش عن جديد يعيد اليه رغبة التلذذ في الحياة.
زِد على ذلك ان الزواج ليس نهاية مطاف بل بداية للسعي المستمر من اجل خلق اجواء من الحياة المتجددة. ومن لا يعمل للحفاظ على الشعلة تجده يفقد نورها بسرعة لم يكن يتوقعها! وما نجده عند الازواج من إهمال لمظهرهم ونظافتهم امام شريك حياتهم يؤثر كثيراً على فقدان الرغبة المتبادلة بين الرجل والمرأة.
اخبرني في الماضي صديق لي ان زوجة أخيه الأجنبية كانت تتزين قرب المساء بينما غيرها من النساء كنّ يتبرّجن في الصباح. وعند سؤالها عن السبب أجابت : “انا أعدُّ نفسي للقاء زوجي ولا يهمني كيف أبدو لغيره”!