الحب وأنواعه
ما هو تعريف الحب
الحب هو تلك الجاذبيّة التي تستقطب شعور وعواطف إنسان نحو آخر فيكون فيها المرء مشدوهاً حيال ذاك الآخر وحتى لو كان غير عابئ أو منتبهٍ كل الوقت لتأثيره عليه! وقد يقبل المغروم ممّن يُحبّه ما قد لا يقبله إطلاقاً من غيره من أقوال او سوء معاملة او إهمال.
كثيرون يمزجون الحب مع المحبّة اوالممارسة الجنسيّة:
• الحب يبدأ كبيراً منذ البداية. والمغروم يشعر بالرغبة لإسعاد وإرضاء رغبات حبيبته علّها تبادله نفس المشاعر. أما إذا تمكن من الحصول على مراده منها بالزواج أو غير ذلك فقد يخفّ ولعه بها مع الزمن وقد ينتقل شغفه الى امرأة أخرى يسعى من جديد للحصول على قلبها او يلجأ اليها لإرضاء ملذاته! أما إذا ما تبيّن له ان الفتاة التي استولت على قلبه هي على علاقة مع انسانٍ آخر تفضّله عليه فنجد ان حبه ينقلب الى غيرة او حقد او حتى كره وقد يؤدّي الى الإنتقام!
• المحبّة قد تبدأ صغيرة إنما تنمو مع الزمن إذا ما سعى الطرفان على تنميتها. فبالمعاملة الحسنة ومحاولة ارضاء الطرف الآخر نجدها تترعرع وتزدهر وتؤدي الى نوع من السعادة. قد تنمو بفضل الطهي او المحادثة او المساعدة في تلبية احتياجات الشخص الآخر او المشاركة في تحمّل المسؤوليات او تربية الأولاد والى ما هنالك من أعباء حياتيّة… إنما المحبّة قد تموت اذا ما أهمل الفريقان الحفاظ على شعلتها.
• الممارسة الجنسيّة تشغل القسم الأكبر من عقول الرجال وقسماً لا بأس به من عقول النساء. وفِي الوقت الذي نجد فيه ان النشوة الجنسيّة سهلة المنال لدى الرجل الّا انها كانت شبه غير معروفة لدى معظم النساء وذلك على مدى آلاف السنين وما بدأت تُعرف كيفية إشعالها الّا من حوالي نصف قرن. وحتى أيامنا هذه نجد ان البعض من النساء يعتبر ان التلذّذ بواسطة الجنس هو مرفوض دينياً. والكثيرون يمزجون الحب بالنشوة الجنسيّة وهما واقعان مختلفان. فالذي يصرخ “أحبكِ” في خضمّ نشوته لا يعتبر كلامه دليلاً على حبه!
اما حول موضوع الزواج فنجد انه في السابق كانت العائلات تفتّش عن مجموعة كبيرة من المزايا قبل مباركة الزواج بين شخصين فيبحثون عنها لدى الفريق الآخر كالحسب والنسب والأم والأحوال المادية والمقتدرات والمهنة ومستوى التحصيل العلمي والدين وبلد الإنتماء واللغة وحتى لون البشرة والعمر والصحة العامة والى ما هنالك.
أما في أيامنا هذه فنجد كل شاب يسعى الى الزواج من البنت التي وقع في حبها وهي تسعى بدورها الى إغراء من تُحبّه وإذ أنه نادراً ما نلقى ان الإثنين يتحابّان ويتجاذبان بنفس الشدّة لذا نجد ان نسبة الزواج عن عمر مبكّر قد قلّت كثيراً عن الماضي فكلٌ يسعى وراء قلبه، وقلب التي تشغل فكره يسعى وراء غيره.
والزواج ممن تحب او من التى وقعت في حبّك لا يمكّن من التكهّن مسبقاً بنجاحه لانه متعلّق بكيفية تصرف كل فرد بعد عقد القران وسعيه الدائم للحفاظ على اللحمة وتنمية المودة والعمل الدؤوب على المحافظة على الشعلة. اما اذا أهمل احدهما العناية بذلك فنجد ان الملل يدخل الى قلبه ويبدأ بالتفتيش على علاقة جديدة تبعده عن السأم الذي يعيش فيه!
صديقي بشير
لقد أحسنت بهذا الوصف الدّقيق للحب والمحبّة كما أحسنت بالمقارنة بين الاثنين
أنت على حق بكل ما ذكرت شرط أن نعترف بوجود شواذات على كل ما أكّدتَه من قواعد في هذه المدوّنة. لدي ملاحظة واحدة وهي التالية: تقول إن المحبّة قد تموت إذا ما اهمل الفريقان المحافظة على شعلتها. برأيي إن الحب هو الّذي يموت إذا ما اهمل الفريقان المحافظة على شعلته. أخيراً أطلب من الّله أن يعطينا القوة والحكمة لنتمكن من المحافظة على الشعلتين
إلى الّلقاء
أقرُّ معك يا صديقي سمير انه لا توجد قاعدة لا تعتريها شواذات! أما بالنسبة للفرق بين الحب والمحبة فأجد ان المحبّة تبدأ صغيرة لتنمو مع الزمن عندما يعتني بها الزوجان بينما الحب يبدأ كبيراً وهو معرّض لأن يضعف عندما يُفقده أحد الزوجين نكهته وقد ينقلب الى بغض عندما يتيقّن المغروم ان زوجه لا يبادله نفس المشاعر وليس على استعداد على التضحية من أجل المحافظة على تلك العلاقة المميّزة!