مفاهيم الزواج وعاداته تغيّرت كثيراً مع الأزمنة وقد أكون عايشت الكثير منها لأن أكثر التبدلات حدثت خلال العقود الأخيرة. ان المقومات الضرورية لزواج ناجح متعارف عليها منذ القدم إِلَّا أن الأخذ بها بمجملها لم يكن حكماً صارماً وإن تفاوتت الأهمية حسب الظروف. أما المؤهلات فكان ينظر اليها كما يلي:
• بالنسبة للفتاة:
o الجمال
o القوام
o العمر
o الصحة الجيدة والقدرة على الإنجاب
o النسب
o ما يُعرف عن والدتها (فتِّش عن الأم ولِمّْ)
o التربية
o البيئة التي نشأت فيها
o الثقافة والشهادات
o إجادة فنون الطبخ
• بالنسبة للشاب:
o القدرات المادية
o المركز الاجتماعي
o نوعية العمل الذي يقوم به
o المنزل الذي يعيش فيه
o العمر
o الصحة الجيدة
o النسب
o الوضع العائلي (هل لديه زوجات أخرى؟ وأولاد؟)
o الشكل
في الماضي البعيد
في تلك الحقبة، في شرقنا الحبيب، لم يكن دائماً من السهولة بمكان ان يرى العريس عروسه قبل الزواج. كانت والدته مع رتلٍ من النساء يقمن بزيارة لوالدة البنت لتفقّد الشابّة وذلك بعد ان تكون إحداهنّ قد مهّدت الطريق. وبهذه الطريقة كنّ يقيّمن نظافة البيت، طريقة الضيافة، طريقة التحدّث والاهمّ من ذلك جمال البُنيّة وقوامها وأسنانها وكبرثدييها ووسع حوضها.
وكانت العادة لدى أكثر العائلات ان تُخطب البنت لابن عمّها او قريبها لدى ولادتها ومن هنا نشأت تسمية الزوج بابن العم! لذلك نجد ان الزواج كان يتمّ مبكّراً في معظم الأحيان وكانت الفتاة تُعدّ عانساً إذا تجاوزت العشرين من عمرها!
وإذ لم يكن من المتوجّب ان يكون للعريس بيت خاص به، كان جميع افراد عائلة العريس يعيشون في بيت واحد حتى تتحسّن الأمور وذلك فيما عدا الكهلة من الرجال الذين كانوا يتزوجون من الفتيات الصغار لتجديد شبابهم وذلك لقدرتهم على الإنفاق!
ويجب ألّا ننسى ان المرأة كانت تبقى جميلة خلال حقبة صغيرة من عمرها وكانت تشيخ في عزّ شبابها إذ لم تكن الملابس الجميلة قد درجت بعد ولا مساحيق التجميل ولا “البوتوكس” وغيره!
المهم ان الزواج في تلك الازمنة كان أغلبه يتم بين شبان وفتيات من نفس العمر!
في الماضي القريب
عندما بدأت النهضة الصناعية أصبح للرجل دور أكبر من دور المرأة في المجتمع الحديث وأصبحت مهام المرأة في معظم الاحيان تقتصر على ما يجري داخل منزلها من طبخ وتنظيف وغسيل وعناية بالاطفال وإيصالهم الى المدرسة. لذا اصبح مدخول البيت يقتصر على ما يجنيه الرجل من عمله بينما لا يحسب المجهود الذي تقوم به المرأة داخل المنزل!
وقد دامت هذه المرحلة عقوداً من الزمن حتى أصبحت النساء تضاهي الرجال علماً ومعرفة وأَخَذْن يتبوأن المناصب في ميادين متعددة ومنهنّ من تمكنت من تحصيل رواتب توازي او تفوق ما يحصّله أزواجهنّ!
طوال تلك الحقبة كبر فارق العمر بين الزوج والزوجة لان اكثر الشبان لم يكن بإمكانهم الحصول على مسكن خاص بهم الا بعد سنوات عديدة من العمل الشاق بينما البنات كنّ يفضّلن الزواج باكراً من أول متقدّم مقتدر حتى لا يفوتهنّ القطار!
المرحلة الحاضرة
في أيامنا هذه نجد ان المرأة تمكنت من رفع مستواها العلمي وأصبح بإمكانها ان تقوم بالكثير من الاعمال التي يقوم بها الرجل الاّ ان ذلك لم يعفها من ان تقوم بالمهام التي كانت تقوم بها سابقاً بالاضافة الى عملها الرسمي خلال النهار!
للأسف اجد ان المرأة تكون قد خسرت اكثر مما جنته في المجتمع الحديث لانها اضافت أعباء الى الأعباء التي كانت مناطة بها!
وبفعل ذلك نجد ان شبان اليوم لا يتزوجون في عمر مبكّر بل يتأنّون كثيراً قبل ان يقدموا على الزواج خوفاً من الفشل!
خلاصة
تبيّن الدراسات ان الفتيات ينضجن قبل الشبّان بينما للأسف الكثير من شبّان اليوم يبقون أطفالاً حتى ولوكهلوا!
لذا من المستحب ان يعرف الزوجان بعضهما البعض قبل ان يقدما على الزواج! مع انه حسب بعض الإحصاءات يبدو ان نسبة الطلاق في زواج بين فتاة تكبر الشاب بسنة او سنتين تقلّ عن غيرها من الزواجات!
صديقي بشير
لقد أتحفتَنا بهذه المعلومات بأسلوب شيّق كالعادة. ما زلت أتذكر الكثير من مقوّمات العروس المفضلة في القرن الماضي ولكن غاب عنّي الكثير. الأمور تتغيّر، منها إلى الأحسن ومنها الى الأسوأ.
لقد فاتَك ( عن قصد أو ربّما عن غير قصد) أن تذكر المساكنة الّتي أصبحت رائجة في ايامنا هذه وما إذا كنتَ من محبّذيها أم لا . على ذكر المساكنة، ما يضحكني هو التّالي: بعد أن يكون عروسا المستقبل قد أمضيا عدّة سنوات تحت سقف واحد، وعند الإحتفال بزواجهما يدعو المحتفِل ويقول للعريس
You may kiss the bride.
وكأنّي بالعريس على أعصابه ومتشوّق لهذه اللحظة
شكراً بشير وإلى اللقاء في المدوِّنة المقبلة
سمير ألو صعب
شكراً لك يا عزيزي سمير على مداخلتك وانا في تشوّق دائم لردة فعلك وتعليقاتك!
معك حق اني أغفلت التطرّق لموضوع المساكنة والتي كثرت في أيامنا هذه بينما كانت محرّمة في ازمنة ليست بالبعيدة وبالأخص في بلدان الشرق الأوسط !
واضحكني جداً ذكرك للتقليد المتبع والذي يدعو فيه المحتفل العريس الى تقبيل عروسه بعد المراسم وكأنه يطبع أول قبلة على شفتيها في زمن تعارفهما وهما اللذان تشاركا نفس السرير منذ سنوات!