رد على تعليق المهندس محمود غربي

IMG_2666وصلني التعليق التالي من المهندس

محمود غربي على مقال “وقعة غير منتظرة مع المطاوعة”:
“”ليش ما تصير مسلم؟” اعجبني سؤاله واعجبني أدبك في الرد “انشالله بنصير”. انا استاذ بشير مسلم قرأت بعضاً من كتاباتك قبل يوم فقط اعجبتني انا مهندس مثلك لكن تمنيت انك في يوم من الايام ان تكون مسلما على الرغم من انه لا معرفة لي بك الا من خلال ما قرأت من كتاباتك”.

أخي العزيز محمود،
أشكرك جزيل الشكر على مداخلتك من خلال التعليق الذي أوردته على صفحتي الالكترونية ويطيب لي أن أخصّك بما يلي:

• إختيار المذهب
الأكثريّة الساحقة من الناس لم تختر مذهبها لأنها آلت الى نفس الدين الذي كان قد اعتنقه آباؤها وأجدادها. فأنت ولدت من عائلةٍ مسلمة بينما انا ولدت من عائلة مسيحيّة. وقلائل هم الذين تجرأوا على تغيير انتمائهم الطائفي وأما اذا فعلوا فالدافع في أغلب الأحيان لم يكن الاّ لأسباب لا تمتُّ للإيمان بِصِلة!

• المظهر الديني
ألا توافقني يا صديقي على ان الكثيرين ممّن يتبوؤون المناصب الدينية او من الذين يتقدّمون صفوف المصلّين إنما هم بالحقيقة ابعد الناس عن الدين لأنهم تنصّبوا من خلال أفعالٍ مخزية أو أثروا بطرقٍ ملتوية؟ قد نجد أحياناً اصحاب لحىً وعمائم متزيّنين بأثواب فضفاضة بينما هم في أفعالهم من دينهم براء؟ كم وجدت في حياتي مسيحيّين اكثر إسلاماً في خُلقهم من الكثير من المسلمين وكما صدفت مسلمين أصدقَ مسيحيّةً في تعاملهم من الكثير من المسيحيين!

• تداعيات الأديان
هل الأحداث التي وقعت في شرقنا الحبيب تدفعنا الى ان نطلب المزيد من التعصُّب للاديان؟ أما كان تشريد الملايين باسم الدين من منازلهم وأرزاقهم وقتل مئات الألوف من الأبرياء رادعاً كافياً لكي نقف عند حدٍّ ونعيد النظر في معتقداتنا الروحية؟ أرجو منك يا صديقي أن تقرأ ثلاثة نصوص كنت قد دوّنتها على صفحتي: “الله والعباد” و “يا إلهي… أغفر لي صلواتي” و”واعتباه…”

• خلاصة
نشأت في صغري في بيئة مُختلطة بين مسلمين ومسيحيين وتأثرت كثيراً بالأخلاقيات والتربية التي تلقّيتها لمجرّد اختلاطي بهذين العالمين وانا مدين لما اكتسبته وفخور به!

وقد يكون ثواب من عمل الخيّرات في دنياه أعظم من الذي أشهر دينه وتباهى بصلواته وتجاهر بالنادر من المساعدة التي تحنّن بها على ذوي الحاجة، والله أعلم!

قياسي

7 آراء حول “رد على تعليق المهندس محمود غربي

  1. عماد كتب:

    “وليس باخد غيره الخلاص ، اي بيسوع المسيح. اذ ليس اسم اخر قد أعطي بين الناس به ينبغي ان نخلص.
    هذه الآية من الكتاب المقدس توءكد ان الخلاص والطريق الى الله لا يتم الا بالايمان بالرب يسوع المسيح.
    اذا الأديان والطوائف لا تنفع.

  2. Nabil كتب:

    لقد احسنت يا صديقي العزيز بشير في الرد،
    وانت كما عرفتك لا تفرق بين الاديان، وانت أيضأ قدوة في التفكير والتصرف وصادق
    .في التعبير والكتابة

    • شكراً لك يا صديقي وأخي نبيل على هذا التعليق الجميل ! انت من الأشخاص القلائل الذين كانوا وما زالوا من أقرب الناس إليٌ وقد عرفتني على مدى خمسة عقود وقد حكم علينا القدر ان نجتمع في اربع بلدان مختلفة!

  3. Samir Abou Saab كتب:

    صديقي بشير
    أعجبني ردّك كثيراً لأنّه مبنيّ على المنطق وبعيد عن الطّائفيّة والتعصّب الدّيني
    من الممكن أن يكون السّيد محمود غربي مخلصاً عندما أعطاك هذه النّصيحةوهذا لسببين إمٌا أنٌه لا يعرف شيئاً عن الدّيانة المسيحيّة أو انّه يعتقد بأن الديانة الإسلاميّة هي الوحيدة اللّتي تكفل لك الخلاص من المطاوع كما في الآخرة
    إنّني فخور ومتعلّق بمسيحيّتي وبمارونيّتي دون أن أكون متديّناً
    ألأغلبيّة السّاحقة من النّاس لم تعتنق دينَها عن مُعتقد إنّما ورثته عن الآباء والاجداد
    بجميع الأحوال إنّني أكيد بأن فكرة السّيد محمود كانت بريئة وردّك كان محموداً
    إلى اللّقاء
    سمير أبو صعب

    • شكراً لك يا صديقي سمير على هذا التعليق الذي يلخّص الموضوع! وانا ليس عندي أدنى شك بأن السيد محمود غربي كان مخلصاً فيما تقدّم به إنما يبقى السؤال: “هل الثواب الأعظم يعود للمذهب أم بالأحرى لما يأتي به العبد من اعمال خيِّرة؟

اترك تعليقًا على Nabil إلغاء الرد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s