علامَ أحبكَ يا وطني؟

IMG_0145

 

مذ فتحتُ عينيّ على الدنيا، يا وطني، ربَيتُ على ان أعشق ترابكَ وأعبُد سماكَ وأرتعِش لذكراك. عند لفظ اسمكَ ترتجفُ شفتاي وتدمعُ عيناي وينقبضُ صدري ويشتعلُ قلبي.
ألّهتُ وجودكَ بين الأوطان على هذه الأرض وآمنت أَنِّي سأمكثُ بين أرجائكَ ماحييتُ وحتى يواريني الثَّرَى بعد ان أكون قد زرعت ذريّتي لتُبقي ذكرى وجودي وذكرى أجدادي.
خفق قلبي لأناشيدكَ وصفّقت يدايَ لجيشكَ المغوار ودبكت رجلايَ مع كلِّ أغنية تُمجدكَ ورقصتُ حتى ساعات الصباح على أنغامٍ تتغنّى بإعماركَ.
منذ صغري حلمت بمستقبلي بين أرجائك وما ان شببت حتى تخيّلت نفسي بأني سأكون بين النخبة التي ستصهَرُ شوائبك لتمكّنك من ان ترمق اكثر بين سواك من البلدان.
إلاّ ان الفاجعة وقعت وغيَّرت مفهومي للأوطان .
الوطن لا يتمثّل فقط بقطعة الأرض التي يغطيها بل بالامن والاستقرار الذي يؤمّنه لأبنائه. الأرضُ خائنة إذ تُعطي خيراتها لكلّ من استولى عليها وتنسى في لحظة من الزمن كلّ من كان قد قدّم حياته من أجلها. الوطن هو الناس الطيّبون الخيّرون الذين من دونهم لا طعم للحياة.
لقد فشلت الأديان المتعددة في تأدية رسالتها وقام بعضها بصبّ الزيت على النار بدل ان يخمدها في جحرها قبل ان تمتد لتحرق الأخضر واليابس.
بلادي غدت ملكاً للصقور التي تتنازع السماء فيما بينها ولاتنزل من عليائها الا لتنقضّ على أجساد الضعفاء الممددة بين القذارات لتنهش من لحمها غذاءً لسلطانها.
فعلامَ أحبّك يا وطني؟

قياسي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s